5. مارس 2024

يمكن لكبار السن من برلين المشاركة في مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل دورة الحرف اليدوية أو الرقص الخطي، في مكان الملتقى المطل على نهر بانكى. يأتي العديد من كبار السن منذ سنوات لتعلم أشياء جديدة أو القيام بأنشطة قديمة معروفة أو لمقابلة أشخاص آخرين.
عُقد ملتقى بعد ظهر يوم الثلاثاء، وكان ملتقى من نوع مختلف. نظّمت المتحدثة أليسا بوتشر مقهى الحكايات، وذلك بدعم من دانييلا ليدتكه، رئيسة مقر الملتقى. كانت من بين المشاركين نادية البالغة من العمر 65 عامًا، جاءت إلى برلين قادمة من أوكرانيا منذ عامين تقريبًا وشاركت حكايتها مع الآخرين. كانت مدرسة موسيقى في السابق، وبدأت حكايتها بالقول، إنها اعتادت في السابق أن تخبر صديقاتها عن مدى حظهن لأنهن ليسوا في حالة حرب. لم تكن نادية تصدق هذا الوضع في أوكرانيا، لم تكن لتتصور هذا الوضع المستمر في أوكرانيا منذ أكثر من عامين. خضعت نادية للتشخيص في فبراير/شباط 2022، وكشف التشخيص عن إصابتها بورم، وكان لا بد من استئصاله. كانت في المستشفى عندما بدأت الحرب في عام 2022. سافر بعض أصدقاء نادية إلى الدنمارك لزيارة ابنتهم، واصحبوها معهم في طريقهم وأوصلوها إلى ابن أحد الأصدقاء في برلين. هكذا جاءت إلى برلين، وليس معها إلا كيس صغير من المستشفى. تحدَّثت بوضوح عن مدى سوء الأحوال، وأن شيئًا لم يتغير في السابق ولا اليوم. لا تزال أصوات صفارات الإنذار في رأسها ولا تعرف ما الذي سيحدث لها وللاجئين الآخرين من أوكرانيا بعد عام، بعدما تنتهي إقامتهم في مارس/آذار 2025 وفقًا للمادة 24 من قانون الإقامة. تتكلم نادية عن مخاوفها وهمومها وتقول إنها تريد أن تعيش. ورغم الهموم وعدم الأمان، ولكنها لديها أيضًا لحظات جميلة: التقت نادية بالعديد من الأشخاص الذين يتصفون بالودّ والاستعداد للمساعدة، وهي تغني في جوقتين، وتستمتع بالطبيعة، ورغم أنها تعيش في سكن يكاد يكون فارغًا، إلا أنها سعيدة، لأنها على الأقل لا تسمع صفارات الإنذار.

Social Sharing